التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠١٨

أولون و آخرون

يا أختاه،لماذا لا تأتين بزيت لمصباحك الليلة؟  - حقا متعبة طوال اليوم، و غير قادرة على الذهاب إلى الباعة الآن ..  -  لعله لا يأتي اليوم أو ربما يأتي متأخرا، ربما تسنح لي الفرصة لأبتاع قبل مجيئه .. - لكن في ماذا تهدرين زيتك عزيزتي ؟  فيما يحلو لي، أنطلق هنا و هناك ..  أخرج للتنزه في الليالي التعيسة تلك التي نعيشها، أستمتع بوقتي و لا أحرم نفسي من شيء يبتغيه قلبي .. هكذا هي حياتي الآن ..  أتعلمين شيئاً ؟!  يا ليته يكون اليوم ..  أنا أتشوق للقائه، متى يأتي و ندخل إلى العرس؟! متى يأتي فترتسم تلك الابتسامة على شفتي ؟!  متى يأتي و أذوب في محبته ؟  متى يأتي و يمسح كل دموع عيوننا، كل مرارة تركت أثرا في كياننا، كل جرح لم يلتئم بعد ؟  فمتى يأتي المحبوب ؟!  - لكننا كل ليلة ننتظر و لا نجد شيئا، كالصياد الذي أضاع لياليه في قارب صغير و في النهاية لا أسماك في الشباك .. الأيادي ما زالت فارغة، و الجسد منهك و جائع ..  لماذا كل هذا التأخير؟  لماذا الصمت و الاختفاء؟  لماذا السكوت و السكو...

عند قدميه

رأيتها تدخل المنزل و هي غير مدعوة ..  بمجرد النظر إليها ، تدرك ما هي سيرتها و مسلكها ..  كيف أخذتها الشهامة بأن تخرج من جحرها،  كيف تجرأت و جاءت إلى هنا ؟!   ألم تخاف من نظرات الناس من حولها ؟    ألم تخجل من ذاتها وسط الناس ؟  نعم أنا سمعان الفريسي أتحدث عما حدث في ذاك اليوم..  ما حدث بعد ذلك كان عجيبا، رأيت دموعها على وجنتيها، لا لم تتحدث أو تنطق بأي شيء .. دموعها كانت كفيلة بذلك،  دموعها كانت تصرخ و تستنجد و تتسارع في هطولها، بإمكانك سماع ما تريد قوله ..  ثم جاءت بتلك القارورة .. قارورة الطيب الذكي، قد بلت قدماه بدموعها و مسحتهما بشعر رأسها .. شعر رأسها كان مقيدا، مربوطا، مستعبدة به لشيء لم تكن تريده،  لكن ما أن حلته .. و كأن حمل ثقيل قد ألقى من عاتقها، كأن العالم كله تنفس هواء نقي يرسم الابتسامة البريئة على وجوه من يسكنوه، كأن فجأة الماضي بكل ما يحمله لم يعد حاضر عند قدميه ..  كانت كل حركة بمثابة خطوة ضمن عملية ولادة لطفل جديد، كان الصدق الشديد وراء كل ما تم أمام عيوني ..  ل...