التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠١٨

أنت الحب و أنا لست الخطية

إلى الموت كان طريقي، أمسكوا بي و للرجم كان مصيري، أنا الخاطئة التائهة في شباك لعينة أمسكت بقدماي فزللت .. نظرات الاستحقار و المهانة تلاحقني كظلي، تحرق قلبي بالعار و لم أطيق ، شعرت بأني وحدي و لم يكن أحد معي، بحثت عن نظرة شفقة و لم أجد .. تمرمر قلبي، كل خطوة أخطوها نحو الموت كانت كافية لاسقاطي أرضا، تخيل أن هناك من يعجلك لآخر ومضات حياتك لينهيها .. لم أحتمل كل هذه المشاعر المضطربة من قبل، شيء معقد أن تذهب للموت الجسدي بلا روح مستعدة للانطلاق .. كنت بمثابة جثة هامدة في طريقها فقط لاعلان موتها علانية .. بحثت عن الحب و لم أجد، فظننت في فعلتي تلك بالدواء ، فكان مسمما .. إلى أن ظهر ذاك، السيد .. لم أكن رأيته من قبل و لم أرى مثله يوما ما في حياتي .. اصطدت في نظراته عيون القبول و الحب الذي لم تألفه عيناي طوال حياتي، كنت أشبه الصياد الذي درس كل عالم الأسماك بأشكالها و أنواعها، لكنه لم يصطاد سمكة واحدة .. سألوه من أمسكوا بي بأن مثل هذه ترجم كما في ناموس موسى  ، فماذا تقول !؟ حينها انخطف قلبي و كدت أصرخ كالأطفال، تيقنت بأنها النهاية، إلى أن رأيته ينحني على الأرض...

عن الحب (2)

احتياج الجميع للحب .. هذا الكنز المختفي في قلوب الكثيرين .. كأن القلوب كلها بدأت بحبة الحب تلك قبل حتى أن ينبض لأول مرة .. و ها الآن نجتاز في تلك الرحلة ، فليثمر هذا الحب بهذا النسيم ، نسيم المحبة البريئة الذي يتنسمه كل جريح محتاج بعد حرب خاضها لم تراها عيوننا ، لم نسمع بها في نشرة الأخبار .. و أثناء يومياتنا، نصطدم و ترتطم أقدامنا في صخور لم تطأها أقدامنا من قبل، أحسسنا حينها بمدى شقاء الآخر الذي بدا لنا خفيفا هينا ، جلسنا و بكينا ناظرين إلى الأرض بعيون منحنية، و رغبتنا كل الرغبة .. هو هذا النسيم ، أريج الحب النافذ الذي يتنسمه كل جريح من حرب اشتدت عليه .. فيبتسم بعد مرارة .. و يضحك بعد بكاء .. تذكر تلك اليد الحانية التي احتضنت دموعك وقت ألمك، تذكر تلك العيون التي تنظر بكل اهتمام كأنها خاضت ما أتعبك من قبل .. كم تأثرت و لم تنسى ذلك، و كم لم ينسى لك اخر نفس الشيء أيضاً.. ببساطة فنحن تحت نفس الضعف ، نخوض حرب هذا مقدارها و هذه أشكالها ، لكننا نحمل نفس الإنسانية و تلك القلوب بداخلنا ، فلماذا التجريح و الكراهية ؟! لماذا الإدانة و السخرية ؟! لماذا أنا ...

أصحاب ال 11

جلسا و في أيديهما أجرتهما، مع ابتسامة زينت وجوههما المتعبة، ذهبا ليتذكرا ما حدث غير مصدقين .. فقد كانت ليلة من تلك الليالي الخريفية، تتهاطل فيها أوراق الأشجار رويدا رويدا، متمايلة مع رياح اشتدت سرعتها كأنها متأخرة عن ميعاد .. غيوم حجبت لون السماء عن تلك العيون الشاخصة إليها، فها هما قد جلسا أسفل تلك الشجرة ، خائرين من استكمال يومهما .. كانت الساعة كانت أعلنت عن العاشرة ، فسأل الأول صديقه قائلاً : " ماذا نفعل الآن ؟!" سؤال يبدو سهل في ظاهره ، لكنه بأصابع خفية يشير على جروح اليوم التي عصفت بهم منذ ساعات النهار الأولى .. فأجاب صديقه : " لا شيء .. لا شيء على الاطلاق .. لم يعد لدي شيء لأقوله، حتى رغبتي انعدمت في الحديث .. فأنا لا أستطيع احتمال الرفض مجدداً، أحاول النظر للأمام لكني أجد و كأن عيوني انتقلت إلى خلف و استقرت هناك.. قلبي ممزق من ندم اعتصره فلم يبقي بداخله أي شيء يضخه في أعضاء جسدي المتهالك .." شرد الآخر تماماً بذهنه و خيم الصمت لبرهة من الوقت على المكان، أخذ عنقود من العنب فالجوع يلتهمهم منذ الصباح، تبادر إلى ذهنه نيوتن الذي...

إلى المريا

اليوم الأول   محتار أنا مما سمعت البارحة .. مائة عام من الانتظار كما وعدني الله، لم يخلف بالوعد و جاء من سارة اسحق . الذي تفسير اسمه "الذي يضحك" جاء للحياة و نحن في حكم العمر أموات .. لكن كان للزائر كلمة لسارة ما زالت تضي قلبي أوقات ليله :" هل يستحيل على الرب شيء؟" و لكن، أبعد الانتظار رحيل ؟ أبعد الضحك بكاء ؟ لا أتخيل إني في طريقي الآن إلى المريا ، أقدم ابني ذبيحة محرقة .. أنت تعلم إني أحبه كل الحب يا ربي ، لكني أحبك يا إله كل المخلوقات، و ما تقوله لي ، فهأنذا عبدك يا إلهي .. و لكن ما أصعب هذا الطلب ، فوق المقدرة والاحتمال ، فهلا تهب لي القوة لتنفيذ ما تريده من عبدك ؟! و ها أنا ذاهب إلى المريا .. من باكر عزمت على الرحيل ! ---------------------------------------------------------- اليوم الثاني الطريق أصبح صعب الترحال فيه ، قلبي تزداد خفقات تردده .. شك ينتاب قلبي يجعلني أخاف الوصول إلى المريا، فها إليك كل صرخات قلبي الحزين .. أنت كنت معي من يوم دعوتني للرحيل .. كل ما مددت إليه يدي ، باركت فيه و أكثرته جدا .. و أنا عبدك...