جلسا و في أيديهما أجرتهما، مع ابتسامة زينت وجوههما المتعبة، ذهبا ليتذكرا ما حدث غير مصدقين ..
فقد كانت ليلة من تلك الليالي الخريفية،
تتهاطل فيها أوراق الأشجار رويدا رويدا، متمايلة مع رياح اشتدت سرعتها كأنها متأخرة عن ميعاد ..
غيوم حجبت لون السماء عن تلك العيون الشاخصة إليها،
فها هما قد جلسا أسفل تلك الشجرة ، خائرين من استكمال يومهما ..
فقد كانت ليلة من تلك الليالي الخريفية،
تتهاطل فيها أوراق الأشجار رويدا رويدا، متمايلة مع رياح اشتدت سرعتها كأنها متأخرة عن ميعاد ..
غيوم حجبت لون السماء عن تلك العيون الشاخصة إليها،
فها هما قد جلسا أسفل تلك الشجرة ، خائرين من استكمال يومهما ..
كانت الساعة كانت أعلنت عن العاشرة ، فسأل الأول صديقه قائلاً :
" ماذا نفعل الآن ؟!"
سؤال يبدو سهل في ظاهره ، لكنه بأصابع خفية يشير على جروح اليوم التي عصفت بهم منذ ساعات النهار الأولى ..
فأجاب صديقه :
" لا شيء ..
لا شيء على الاطلاق ..
لم يعد لدي شيء لأقوله، حتى رغبتي انعدمت في الحديث ..
فأنا لا أستطيع احتمال الرفض مجدداً، أحاول النظر للأمام لكني أجد و كأن عيوني انتقلت إلى خلف و استقرت هناك..
قلبي ممزق من ندم اعتصره فلم يبقي بداخله أي شيء يضخه في أعضاء جسدي المتهالك .."
شرد الآخر تماماً بذهنه و خيم الصمت لبرهة من الوقت على المكان، أخذ عنقود من العنب فالجوع يلتهمهم منذ الصباح، تبادر إلى ذهنه نيوتن الذي وقعت ثمرة التفاح على رأسه فدخل التاريخ، و لكن كيف لهذا العنقود أن يعيد الكرة ؟!
رجع إلى نفسه و تذكر حالهما التعيس لكنه كسر حاجز الصمت ذاك قائلاً :
" لنتخيل حروبا هذا عددها سردها التاريخ ،
أظن في تلك الحروب كان يوجد عدد كافي من الجنود الباذلين لكل شيء في كل الأطراف ، و لكن في اعتقادي فالفارق الوحيد في اقتناص النصر هو من أخمد هذا الهمس الداخلي القائل :" لقد انتهى كل شيء!!"
اظن بأن من ينتظر خمس دقائق إضافية عن الآخر فهذا ينتصر ..
اذا، فلنؤجل رفع راياتنا البيضاء الآن،
و لنحتفظ بهما ،
ربما نحتاج إليهم وقت الاحتفال ..
لكن الآن،
لنحاول مرة أخرى ، حتى و ان كنا غير قادرين .. "
بالفعل قاما و انطلقا في طريقهما بين الأشجار و الزروع ، عيونهما شاخصة إلى الأرض و أرجلهما غير قادرة على المسير،
حتى وصلا إلى أرض زراعية مساحتها هائلة تجمع فيها الكثير من العمال الذي يشهد لهم عرقهم عما بذلوه في هذا اليوم ..
و ما أن وطأت خطوات أرجلهم تلك المنطقة،
سمعا صوت قائلاً لهما :
" أهلاً
بأصحاب الساعة الحادية عشر !! ''
" ماذا نفعل الآن ؟!"
سؤال يبدو سهل في ظاهره ، لكنه بأصابع خفية يشير على جروح اليوم التي عصفت بهم منذ ساعات النهار الأولى ..
فأجاب صديقه :
" لا شيء ..
لا شيء على الاطلاق ..
لم يعد لدي شيء لأقوله، حتى رغبتي انعدمت في الحديث ..
فأنا لا أستطيع احتمال الرفض مجدداً، أحاول النظر للأمام لكني أجد و كأن عيوني انتقلت إلى خلف و استقرت هناك..
قلبي ممزق من ندم اعتصره فلم يبقي بداخله أي شيء يضخه في أعضاء جسدي المتهالك .."
شرد الآخر تماماً بذهنه و خيم الصمت لبرهة من الوقت على المكان، أخذ عنقود من العنب فالجوع يلتهمهم منذ الصباح، تبادر إلى ذهنه نيوتن الذي وقعت ثمرة التفاح على رأسه فدخل التاريخ، و لكن كيف لهذا العنقود أن يعيد الكرة ؟!
رجع إلى نفسه و تذكر حالهما التعيس لكنه كسر حاجز الصمت ذاك قائلاً :
" لنتخيل حروبا هذا عددها سردها التاريخ ،
أظن في تلك الحروب كان يوجد عدد كافي من الجنود الباذلين لكل شيء في كل الأطراف ، و لكن في اعتقادي فالفارق الوحيد في اقتناص النصر هو من أخمد هذا الهمس الداخلي القائل :" لقد انتهى كل شيء!!"
اظن بأن من ينتظر خمس دقائق إضافية عن الآخر فهذا ينتصر ..
اذا، فلنؤجل رفع راياتنا البيضاء الآن،
و لنحتفظ بهما ،
ربما نحتاج إليهم وقت الاحتفال ..
لكن الآن،
لنحاول مرة أخرى ، حتى و ان كنا غير قادرين .. "
بالفعل قاما و انطلقا في طريقهما بين الأشجار و الزروع ، عيونهما شاخصة إلى الأرض و أرجلهما غير قادرة على المسير،
حتى وصلا إلى أرض زراعية مساحتها هائلة تجمع فيها الكثير من العمال الذي يشهد لهم عرقهم عما بذلوه في هذا اليوم ..
و ما أن وطأت خطوات أرجلهم تلك المنطقة،
سمعا صوت قائلاً لهما :
" أهلاً
بأصحاب الساعة الحادية عشر !! ''
تعليقات
إرسال تعليق