إلى الموت كان طريقي،
أمسكوا بي و للرجم كان مصيري،
أنا الخاطئة التائهة في شباك لعينة أمسكت بقدماي فزللت ..
نظرات الاستحقار و المهانة تلاحقني كظلي، تحرق قلبي بالعار و لم أطيق ، شعرت بأني وحدي و لم يكن أحد معي،
بحثت عن نظرة شفقة
و لم أجد ..
تمرمر قلبي،
كل خطوة أخطوها نحو الموت كانت كافية لاسقاطي أرضا، تخيل أن هناك من يعجلك لآخر ومضات حياتك لينهيها ..
لم أحتمل كل هذه المشاعر المضطربة من قبل، شيء معقد أن تذهب للموت الجسدي بلا روح مستعدة للانطلاق .. كنت بمثابة جثة هامدة في طريقها فقط لاعلان موتها علانية ..
بحثت عن الحب و لم أجد،
فظننت في فعلتي تلك بالدواء ، فكان مسمما ..
إلى أن ظهر ذاك،
السيد ..
لم أكن رأيته من قبل و لم أرى مثله يوما ما في حياتي ..
اصطدت في نظراته عيون القبول و الحب الذي لم تألفه عيناي طوال حياتي، كنت أشبه الصياد الذي درس كل عالم الأسماك بأشكالها و أنواعها، لكنه لم يصطاد سمكة واحدة ..
سألوه من أمسكوا بي بأن مثل هذه ترجم كما في ناموس موسى ، فماذا تقول !؟
حينها انخطف قلبي و كدت أصرخ كالأطفال، تيقنت بأنها النهاية،
إلى أن رأيته ينحني على الأرض و بدأ يكتب باصبعه حتى انتصب و قال :
" من منكم بلا خطية فليرمها بحجر أولاً .. "
أعجز عن أن أقول ما شعرت به في هذه اللحظة الأخيرة ،
فالكلمات مهما كثرت لها حدود ، و ما وقع في داخل قلبي حينها في منطقة منعزلة بعيدة تماماً عن حدود الوصف و الكلمات ،
جرب أن تضع نفسك مكاني و تأمل بخيالك ..
مثلا لك أن تتخيل ،
أن بعد ظلمة الموت، أضاء شمعة الحياة،
بعد رفض المسيئين، وجدت قبول المحب،
بعد تمزق قلبي، تدخل مداو الجراح،
بعد قيود استعبدتني، أذناي ألفت صوت دب روح الحرية في داخلي ..
و بعد أن قال هذا، انحنى ليكتب مجدداً، و لم أصدق انسحاب أولئك الشيوخ و الكبار والصغار رويدا رويدا ..
إلى أن بقيت أنا و هو فقط ، منتهى البؤس مع منتهى الحب ،
عيون منكسرة شاخصة إلى الأرض مع عيون محبة رفعتني إلى السماء من قاع قيعان الأرض ..
و ما زالت جملته في ختام كلامي تتردد داخلي :
" و لا أنا أدينك ،
اذهبي ولا تخطئي أيضاً .."
نحن أصبحنا نرمي الأحجار و نحن لسنا بلا خطية،
أصبحنا نذهب ثم نعود و نخطيء أيضاً ..
الغضب يعترينا ، فنمسك الأحجار منتظرين من التلي ؟ من الذي سيخطيء حولنا لنرميه ،
و هكذا نسير متغافلين عن ذاك ..
ذاك و كفى ،
فكلماتي على الحدود الآن ....
تعليقات
إرسال تعليق