يتحدثون عن الحب ، للوهلة الأولى يجد نفسه يفكر في مشاكله و تعقيداته ..
يسألونه مرة عن التواصل مع الآخرين ، يتذكر أشخاصا انفصل عنهم يوما ما ..
يناقشون موضوع العلاقات الصحيحة القوية الثابتة ، تهتز عواطفه و مشاعره بسبب علاقاته السطحية ..
يجد نفسه يفكر في كل شيء سلبي استطاع أن يجرحه، يؤلمه يوما ما ، لا يستطيع
أن ينساه ، يجد نفسه يفكر في كل هذا عدا لب الموضوع ، الموضوع الذي يدور
حوله الحوار ..
عندما تقع عينيه على لفظة " الحب " ، أو تطرق طبول آذانه الخائفة هذه الأربع حروف الساحرة، آخر شيء قد يخطر على باله حينها هو الحب عينه !!
عندما تقع عينيه على لفظة " الحب " ، أو تطرق طبول آذانه الخائفة هذه الأربع حروف الساحرة، آخر شيء قد يخطر على باله حينها هو الحب عينه !!
من حوله أصبحوا يخافوا عليه من أن تتبدل
تعريفاته للحب، للصداقة، للتضحية، للعطاء، للتواصل ... إلخ، بتعريفات خاطئة
ناتجة عن بعض التجارب الغير ناجحة ..
أصبحوا يجدونه متخذا شعارات
لا يؤمن بها مثل " الناس تتغير ، لا شخص يستحق أن أحبه ،" و غيرها من
العبارات الدخيلة عليه، في باطنه لا يصدقها، لكن ذاته تبرر له محاولة
إقناعه بها لكي يقف جهارا أمام الناس، مبينا أنه على حق ، أنه الضحية ..
أرسلوا له جوابا ، لا يحتوي إلا على سؤال بالحبر الثقيل :-
" كيف تنتظر الشبع من شخص جائع مثلك ؟؟ "
" كيف تنتظر الشبع من شخص جائع مثلك ؟؟ "
حاولوا مرارا و تكرارا أن ينصحوه ، يشرحون له ، يريدون منه أن لا يسقط
خبراته الشخصية على تعريفات الحب و الصداقة ، أن لا يتهمهم بأنهم من طعنوه
،بل و أنه ظالم إذا فعل !!
جلس مع نفسه ليلا ، لا تتردد في ذهنه إلا كلمة ظالم ..
" أنا الظالم أم المظلوم ؟!
أنا المتهم أم الضحية ؟؟ "
" أنا الظالم أم المظلوم ؟!
أنا المتهم أم الضحية ؟؟ "
و بعد ليلة طوييلة شاقة ..
استنتج في آخر جلسته تلك ، بأنه لا يستطيع أن يطرد تلك المشاعر السلبية
راغبا أن لا يشعر بها مجددا ، حقا حينها لن يشعر بالسعادة و السلام و كل ما
يطيب النفس ، سيكون متجردا من الإحساس حينها !!
هي وصلات لا يستطيع فصلها عن بعض ، فمنطقة ميلاد الفرح هي بقعة الحزن تلك التي دمعت لها عيناه ليالي و ليالي ..
هي وصلات لا يستطيع فصلها عن بعض ، فمنطقة ميلاد الفرح هي بقعة الحزن تلك التي دمعت لها عيناه ليالي و ليالي ..
أيضا ، تأكد بأنه كان يتطلب الحب من الآخرين ، و من أصعب الأشياء التي تواجهها الإنسانية منذ القدم ؛ هي الانتظار ..
ما أصعب انتظار الحب!
عدم حب الآخرين - في الحقيقة - ليس من أزعجه ، بل روحه الجائعة .. و الأكثر من ذلك، أنه يوجد من يحبه و يعشقه بالحق ، لكن كيف لعيون غافلة عن معنى الحب أن تراه و تطفر به ؟!
ما أصعب انتظار الحب!
عدم حب الآخرين - في الحقيقة - ليس من أزعجه ، بل روحه الجائعة .. و الأكثر من ذلك، أنه يوجد من يحبه و يعشقه بالحق ، لكن كيف لعيون غافلة عن معنى الحب أن تراه و تطفر به ؟!
وجد أنه يحتاج أن يبادر بالحب نحو
الآخرين دون انتظار لشيء، لكنه وجد أنه سيظل ينتظر طالما ظل يفكر أنه هو
من يحب ، أنه هو من يعطي من ذاته ، أنه هو من يضحي !! واضعا عنصر " الأنا"
في كل تفصيلة صغيرة !!
طالما أعطى من ذاته ، ستظل ذاته تطالبه بالمقابل ، تلح عليه بكل عنف أن ينتظر شيء من الآخر ، الذات لا تطيق أن تبقى فارغة ..
لكن إذا آمن بانه يعطي مما أعطاه الله ، أنه يحب من الله ، يضحي من الله ، ويعطي من الله ، الله سيملأه بالحق مما لم يتمناه يوما ما ...
طالما أعطى من ذاته ، ستظل ذاته تطالبه بالمقابل ، تلح عليه بكل عنف أن ينتظر شيء من الآخر ، الذات لا تطيق أن تبقى فارغة ..
لكن إذا آمن بانه يعطي مما أعطاه الله ، أنه يحب من الله ، يضحي من الله ، ويعطي من الله ، الله سيملأه بالحق مما لم يتمناه يوما ما ...
كل ما فعله أنه استبدل عنصر الأنا بالعمل الإلهي ، حينها تغير كل شيء ...
و حقا ،
للمرة الأولى استطاع أن ينام بهدوء و سلام
للمرة الأولى استطاع أن ينام بهدوء و سلام
تعليقات
إرسال تعليق