عن ذلك الشعور الخفي السري ..
المرء لا يعرف ما يجري في داخله .. اهو مزيج من هرمونات متداخلة متفاعلة، أم احساس بالنشوة تكسو الروح و تغلفها كصندوق الهدايا أم ماذا ؟!
شعور مررنا به جميعا، لكن الكلمات في النهاية قاصرة .. أحب الحديث عما لا تصل الكلمات إلى بواباته، و رغم ذلك كلنا على الجهة المقابلة..
احساس أول مرة في كل شيء يترك طعما معسولا يتلذذ به الفم .. حتى نكاد نطلب مرض النسيان و لو بشكل مؤقت حتى يتسنى لنا تذوقه مجددا و كأنه أول مرة ..
لحظات كهذه؛
لحظات ما تسمع أذاننا لموسيقى سرحت يخيالنا بعيدا بعيدا، أو صوت عذب كأنه يملك العصا السحرية فيحول الأنات إلى نغمات ، فنتأثر أو نبكي ثم نبتسم ثم فجأة نريد كل من نعشقهم أن يشاركونا تلك اللحظات
لحظات ما يدق قلبنا فجأة بشكل مرن و مندفع ، فنحاول التظاهر بأن كل شيء تحت السيطرة، و في الداخل يكاد القلب يطير بأجنحة الحب ..
لحظات ما تقع أعيننا على مكان لم نألفه من قبل، طبيعة خلابة تؤثر عيوننا و تسلب أرواحنا، فتغلق عينيك و تسمع صوت السكينة في قلبك ..
لحظات ما قمت بتجربة فريدة لم تكن تتخيل يوما ما بأنك ستقوم بها ..
لحظات ما تقرأ كلاما و كأن القلم كان في أناملك، أو بالأحرى كأنك تملي على الراوي ما كنت تشعر به في أحشائك ، تقرأ فتبتسم ابتسامة تعلمها جيدا ..
و غيرها من اللحظات الأولى لكل شيء التي تسلب عقولنا، نجد عيوننا قد انفتحت مقلتيها، و شعور داخلي سري تجده يركض ذهابا ايابا بداخلك و لا تستطيع إمساكه ...
و للحظات الأولى مذاق خاص جدا لأن فيما بعد مهما كررنا العملية مجددا، فللأسف ذاك الشعور السري لم يعد ضيفا ليتم إكرامه مثل ذي قبل بنفس الترحاب و باقة الزهور ...
أنا لم أقرأ في كتب علم النفس و التحليل السيكولوجي و ما شابه لأعلم ما يحدث بالحق في كياننا ..
لكن ما أعلمه ،
بأنها لحظات حقيقية،
لحظات صادقة،
لحظات تحمل المعنى وسط فوضى تحيط بنا،
لحظات نكون فيها في نقطة التقاء مع ذواتنا الحقيقية،
لحظان نتذوق فيها حرية ،
لحظات تحمل ما هو جديد، رغبة منا في أعماقنا بأن نتجدد كل يوم،
و لا نبقي لتراب الأمس؛
أثرا بالغد ..
تعليقات
إرسال تعليق