التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2018

رسالة الميلاد

يا ملاكي،  بدأ شهر الفرح و البهجة استعدادا لطفل المذود ..  أتخيلك و أنت واقف مع باقي الملائكة في مشهد مهيب أحسد الرعاة عليه عندما سبحتم بهذه الأنشودة :" المجد لله في الأعالي و على الارض السلام و بالناس المسرة .." و كما تعلم أني أحب الكتابة، فظننت أنك قد تحب سماع ما خطر لي في هذا العام : " في هذا الصوم،  تتجلى الكنيسة كلتها بصومها و سهرها ، إلى أن تصير جسدا سريا يحل فيه المسيح في سر عجيب كما حل في الجسد الذي أخذه من العذراء مريم ..  لكن كيف يكتمل الجسد إن تفرقت أعضاؤه ؟  كيف يلتئم كعروس مزينة للمسيح دون الحب الصادق الذي يربط الجسد ببعضه كالمفاصل و الأربطة ؟  كيف نفرح حقا بميلاده و نحن نتظاهر أمام بعضنا البعض بالحب و المودة ، لكن الغيظ و الحقد و الادانة و التحقير من الآخر يملأ قلبنا و يشغل أذهاننا ؟ أمثل هذا جسد يحل فيه المسيح بتجسده ؟ أيغغل فاحص القلوب و الكلى عما ملأ الكلى و القلوب؟ أعيني المسيح تكتفي بنظراتها فقط إلى ما حاولنا إظهاره بعيوننا ؟  وا أسفاه ..  فعيدنا سيظل حادثا تاريخيا نتذكره من عام ...

ما وراء الستار

مع كل محاولة يائسة، دموع كانت تتهاطل مع تلك الأشياء الساقطة على الأرض معلنة عن محاولة أخرى بلا جدوى ..  مخاوف و شكوك عديدة عصفت بالفكر بلا رحمة، حتى لم يعد للأيدي قدرة على تكرار المحاولة .. لكن،  كأن الدموع تنبت بذرة عميقة هناك ، هناك حيث قلب الشخص الباكي، هو لا يدري عنها شيئاً في حينها، لكنها تنمو تدريجيا إلى أن تثمر بكامل جمالها،  وقت رفع الستار ..  دموع الأمس، تأتي الغد حاملة هدية .. تقوم بفتحها، صوت ضحكتك يرف بين أذنيك ، مع لوحة بسيطة بها صورتين :  صورة وقت انكسارك، كنت جالسا فيها غير قادر على المواصلة ..   و الثانية وقت ما أصبح حلمك كالشمس وقت الغروب عند تداخلها هناك في الأفق مع بحر حقيقتك ..  ففي استمراريتنا رغم مخاوفنا و شكوكنا؛ عملية ولادة لإيمان جديد يبتلع ما كنا نعتنقه من قبل ..  دائماً ما نتغافل عن حقيقة تلك الحبة التي دفنت في التربة منذ أمد بعيد، و الآن تستظل بها وقت حمية شمس التجارب ..  لكننا نتعطل،  نقف كالتائهين حين تراودنا مشاعر الشك و أفكار الفشل،  و الصور الت...

أولون و آخرون

يا أختاه،لماذا لا تأتين بزيت لمصباحك الليلة؟  - حقا متعبة طوال اليوم، و غير قادرة على الذهاب إلى الباعة الآن ..  -  لعله لا يأتي اليوم أو ربما يأتي متأخرا، ربما تسنح لي الفرصة لأبتاع قبل مجيئه .. - لكن في ماذا تهدرين زيتك عزيزتي ؟  فيما يحلو لي، أنطلق هنا و هناك ..  أخرج للتنزه في الليالي التعيسة تلك التي نعيشها، أستمتع بوقتي و لا أحرم نفسي من شيء يبتغيه قلبي .. هكذا هي حياتي الآن ..  أتعلمين شيئاً ؟!  يا ليته يكون اليوم ..  أنا أتشوق للقائه، متى يأتي و ندخل إلى العرس؟! متى يأتي فترتسم تلك الابتسامة على شفتي ؟!  متى يأتي و أذوب في محبته ؟  متى يأتي و يمسح كل دموع عيوننا، كل مرارة تركت أثرا في كياننا، كل جرح لم يلتئم بعد ؟  فمتى يأتي المحبوب ؟!  - لكننا كل ليلة ننتظر و لا نجد شيئا، كالصياد الذي أضاع لياليه في قارب صغير و في النهاية لا أسماك في الشباك .. الأيادي ما زالت فارغة، و الجسد منهك و جائع ..  لماذا كل هذا التأخير؟  لماذا الصمت و الاختفاء؟  لماذا السكوت و السكو...

عند قدميه

رأيتها تدخل المنزل و هي غير مدعوة ..  بمجرد النظر إليها ، تدرك ما هي سيرتها و مسلكها ..  كيف أخذتها الشهامة بأن تخرج من جحرها،  كيف تجرأت و جاءت إلى هنا ؟!   ألم تخاف من نظرات الناس من حولها ؟    ألم تخجل من ذاتها وسط الناس ؟  نعم أنا سمعان الفريسي أتحدث عما حدث في ذاك اليوم..  ما حدث بعد ذلك كان عجيبا، رأيت دموعها على وجنتيها، لا لم تتحدث أو تنطق بأي شيء .. دموعها كانت كفيلة بذلك،  دموعها كانت تصرخ و تستنجد و تتسارع في هطولها، بإمكانك سماع ما تريد قوله ..  ثم جاءت بتلك القارورة .. قارورة الطيب الذكي، قد بلت قدماه بدموعها و مسحتهما بشعر رأسها .. شعر رأسها كان مقيدا، مربوطا، مستعبدة به لشيء لم تكن تريده،  لكن ما أن حلته .. و كأن حمل ثقيل قد ألقى من عاتقها، كأن العالم كله تنفس هواء نقي يرسم الابتسامة البريئة على وجوه من يسكنوه، كأن فجأة الماضي بكل ما يحمله لم يعد حاضر عند قدميه ..  كانت كل حركة بمثابة خطوة ضمن عملية ولادة لطفل جديد، كان الصدق الشديد وراء كل ما تم أمام عيوني ..  ل...

Heart vs MIND

هذا الصراع الذي لا ينتهي ..  أول ما تقع أعيننا عليهما و هما يصافحا بعضهما البعض، نتأكد أن هذه الصورة فوتوشوب و ليست حقيقة ..  و لنا جميعاً من الذكريات خصوصاً عندما تدق عقارب الساعة الثانية عشر صباحاً ما يؤكد ذلك قلبا و قالبا..  و آه ثم آاه من تلك الساعة،  خصوصاً لو كنت في وضع النوم على سريرك، و عيونك شاخصة إلى هذا السقف أعلاك ، و حالة من الصمت مخيم في أرجاء المكان ..  ثم ما أن يتهيأ هذا الوضع المثالي، يبدأ الشيفت الليلي لهؤلاء الجبابرة و كأنهما أبطال فيلم Inception،  يمشوا معك لحظة بلحظة، رويدا رويدا  في كل ما قلته/سمعته/رأيته/ظننته.... إلخ و لديهم القدرة البديعة انهم يرجعوا حضرتك بذاكرتك لسنة ٢٠١٠ مثلا، و تزداد حيرة فكل منهما يحاول إقناعك برأيه،  تارة تجد نفسك عديم المشاعر و الإحساس و قاسي القلب و ظالم عندما ترجح كفة هذا الكائن الوردي .. و تارة أخرى تجد نفسك ضعيف الشخصية، حساس، واقع في المحن سيندروم الملازم للساعات الأخيرة من اليوم عندما ترجح كفة هذا الكائن الأحمر ..   قد تريد رمي المخدة الصغيرة أو شد بعض الش...

يوما ما - الجزء الثاني

" .....  فالحب يا الحضار ليس كما أظهرته لنا الشاشات .. الحب هو ما يجعل الأرض سماء و ليس جحيما، حبك لك أن توزن أفعاله بأن تتخيل هل تقدر أن تفعل هذا أو تقول ذاك هناك في الأعالي أم لا !! تذكر أن الحب ينمو و القلب يتسع ان أردت  ... " صوته كان يقشعر له الأبدان، أسر آذان بل قلوب الجميع أثناء وقوفه بتلك الحلة البهية على هذا المسرح ..  و مع هذه الموسيقى الهادئة في خلفية كلماته، ينطق اللحن بما لم يستطع اللسان وصفه بعد ، كان الموضوع أشبه بالحلم ، بسيمفونية متكاملة النغمات تخترق مشاعر السامعين ...  قد كانت مقدمة لعمل مسرحي موسيقي من روائع تأليفه، كأنه ملأ المكان بعطر فاح رائحته فجذب الحضور من كل حدب وصوب .. دموعه انهالت في المشهد الختامي ، تصفيق حار لمدة لا تقل عن عشرة دقائق متواصلة ..  و التي في الصورة أعلاه ، نعم .. كانت هي إليزابيث ... 

أنت الحب و أنا لست الخطية

إلى الموت كان طريقي، أمسكوا بي و للرجم كان مصيري، أنا الخاطئة التائهة في شباك لعينة أمسكت بقدماي فزللت .. نظرات الاستحقار و المهانة تلاحقني كظلي، تحرق قلبي بالعار و لم أطيق ، شعرت بأني وحدي و لم يكن أحد معي، بحثت عن نظرة شفقة و لم أجد .. تمرمر قلبي، كل خطوة أخطوها نحو الموت كانت كافية لاسقاطي أرضا، تخيل أن هناك من يعجلك لآخر ومضات حياتك لينهيها .. لم أحتمل كل هذه المشاعر المضطربة من قبل، شيء معقد أن تذهب للموت الجسدي بلا روح مستعدة للانطلاق .. كنت بمثابة جثة هامدة في طريقها فقط لاعلان موتها علانية .. بحثت عن الحب و لم أجد، فظننت في فعلتي تلك بالدواء ، فكان مسمما .. إلى أن ظهر ذاك، السيد .. لم أكن رأيته من قبل و لم أرى مثله يوما ما في حياتي .. اصطدت في نظراته عيون القبول و الحب الذي لم تألفه عيناي طوال حياتي، كنت أشبه الصياد الذي درس كل عالم الأسماك بأشكالها و أنواعها، لكنه لم يصطاد سمكة واحدة .. سألوه من أمسكوا بي بأن مثل هذه ترجم كما في ناموس موسى  ، فماذا تقول !؟ حينها انخطف قلبي و كدت أصرخ كالأطفال، تيقنت بأنها النهاية، إلى أن رأيته ينحني على الأرض...

عن الحب (2)

احتياج الجميع للحب .. هذا الكنز المختفي في قلوب الكثيرين .. كأن القلوب كلها بدأت بحبة الحب تلك قبل حتى أن ينبض لأول مرة .. و ها الآن نجتاز في تلك الرحلة ، فليثمر هذا الحب بهذا النسيم ، نسيم المحبة البريئة الذي يتنسمه كل جريح محتاج بعد حرب خاضها لم تراها عيوننا ، لم نسمع بها في نشرة الأخبار .. و أثناء يومياتنا، نصطدم و ترتطم أقدامنا في صخور لم تطأها أقدامنا من قبل، أحسسنا حينها بمدى شقاء الآخر الذي بدا لنا خفيفا هينا ، جلسنا و بكينا ناظرين إلى الأرض بعيون منحنية، و رغبتنا كل الرغبة .. هو هذا النسيم ، أريج الحب النافذ الذي يتنسمه كل جريح من حرب اشتدت عليه .. فيبتسم بعد مرارة .. و يضحك بعد بكاء .. تذكر تلك اليد الحانية التي احتضنت دموعك وقت ألمك، تذكر تلك العيون التي تنظر بكل اهتمام كأنها خاضت ما أتعبك من قبل .. كم تأثرت و لم تنسى ذلك، و كم لم ينسى لك اخر نفس الشيء أيضاً.. ببساطة فنحن تحت نفس الضعف ، نخوض حرب هذا مقدارها و هذه أشكالها ، لكننا نحمل نفس الإنسانية و تلك القلوب بداخلنا ، فلماذا التجريح و الكراهية ؟! لماذا الإدانة و السخرية ؟! لماذا أنا ...

أصحاب ال 11

جلسا و في أيديهما أجرتهما، مع ابتسامة زينت وجوههما المتعبة، ذهبا ليتذكرا ما حدث غير مصدقين .. فقد كانت ليلة من تلك الليالي الخريفية، تتهاطل فيها أوراق الأشجار رويدا رويدا، متمايلة مع رياح اشتدت سرعتها كأنها متأخرة عن ميعاد .. غيوم حجبت لون السماء عن تلك العيون الشاخصة إليها، فها هما قد جلسا أسفل تلك الشجرة ، خائرين من استكمال يومهما .. كانت الساعة كانت أعلنت عن العاشرة ، فسأل الأول صديقه قائلاً : " ماذا نفعل الآن ؟!" سؤال يبدو سهل في ظاهره ، لكنه بأصابع خفية يشير على جروح اليوم التي عصفت بهم منذ ساعات النهار الأولى .. فأجاب صديقه : " لا شيء .. لا شيء على الاطلاق .. لم يعد لدي شيء لأقوله، حتى رغبتي انعدمت في الحديث .. فأنا لا أستطيع احتمال الرفض مجدداً، أحاول النظر للأمام لكني أجد و كأن عيوني انتقلت إلى خلف و استقرت هناك.. قلبي ممزق من ندم اعتصره فلم يبقي بداخله أي شيء يضخه في أعضاء جسدي المتهالك .." شرد الآخر تماماً بذهنه و خيم الصمت لبرهة من الوقت على المكان، أخذ عنقود من العنب فالجوع يلتهمهم منذ الصباح، تبادر إلى ذهنه نيوتن الذي...

إلى المريا

اليوم الأول   محتار أنا مما سمعت البارحة .. مائة عام من الانتظار كما وعدني الله، لم يخلف بالوعد و جاء من سارة اسحق . الذي تفسير اسمه "الذي يضحك" جاء للحياة و نحن في حكم العمر أموات .. لكن كان للزائر كلمة لسارة ما زالت تضي قلبي أوقات ليله :" هل يستحيل على الرب شيء؟" و لكن، أبعد الانتظار رحيل ؟ أبعد الضحك بكاء ؟ لا أتخيل إني في طريقي الآن إلى المريا ، أقدم ابني ذبيحة محرقة .. أنت تعلم إني أحبه كل الحب يا ربي ، لكني أحبك يا إله كل المخلوقات، و ما تقوله لي ، فهأنذا عبدك يا إلهي .. و لكن ما أصعب هذا الطلب ، فوق المقدرة والاحتمال ، فهلا تهب لي القوة لتنفيذ ما تريده من عبدك ؟! و ها أنا ذاهب إلى المريا .. من باكر عزمت على الرحيل ! ---------------------------------------------------------- اليوم الثاني الطريق أصبح صعب الترحال فيه ، قلبي تزداد خفقات تردده .. شك ينتاب قلبي يجعلني أخاف الوصول إلى المريا، فها إليك كل صرخات قلبي الحزين .. أنت كنت معي من يوم دعوتني للرحيل .. كل ما مددت إليه يدي ، باركت فيه و أكثرته جدا .. و أنا عبدك...

الميل الثاني

أتذكر هذه الليلة جيداً، حين رفضت الميل الثاني لحظتها؛ بدأت ذاتي تصرخ عالياً : " كفى تعبا فالحذاء بالي " اعتذرت منه متظاهرا بأسف لم يكن له في القلب مكاني رأيته يمضي وحيداً منكسرا فمن يشاركه أحاديث السمر و ندى الليالي ؟ طلب ثوبي فالأمطار ستنهمر، رفضت قائلا: لا ثوب و لا ردائي .. فكيف أسلك مسلكا وعرا، لا أعرف لمبتغاه عنواني ؟ ظننت أن في قراري حكمة يتغني بها الشعراء حاول ضميري بصوت هامس قائلاً لكنني قطعت لسانه قبل نطق الكلامي حاولت المقاومة جاهدا لكن كان الصوت قد اضطرب له كل كياني فأنا الذي قبل أن أبدأ درب الحب ظننت انني أتممته بالكمالي كأن الحياة ميلا واحداً، لا يوجد فيها ميلا ثاني فالحب إن وجد حقا سننسى تعداد الأميالي و ها سأترك ردائي ههنا، فلعل يأتي عابرا من بعيد قاصدا الميل الثاني