فأغلقت عيوني لتعب ألحق بي، و شدة أدركتني، و غصة في القلب تؤلمني، و غيوم قامتة اللون تحوم حول رأسي، تتصادم كعربيات التسابق؛ فتتساقط دموعي .. و تخيلتني متكئا على صدرك .. تخيلت نفسي كالحبيب يوحنا، واضعا رأسي في حضنك.. يا لها من صورة، و يا لها من راحة. و تعجبت! فالحب باقي و إن لم أبقى، لكني أعود إليك و بك و معك .. و كم من مشاعر في القلب تكتما، و كم من أفكار و حيرة عصفت بي تألما، جلست موجها رأسي نحو صدري، فأنا عن الوقوف عاجزا .. الحمل ثقل لكني لبيت دعوتك، بأن من يثقل حمله فليأتي إليك؛ و أنت تريحهم ..
عندما يصمت الفم، و يثقل اللسان، قلب و عقل لو شرعا في الحديث عما يجول بالداخل لسهرا متسامرين لصباح الغد .. لكن النعاس يغلب الأجفان، فالحاجة الآن إلى من يفهم دون كلام .. من يدرك و يحتوي و يربط بأيادي حانية على منكبين خارتهما القوى، إلى من يشعر .. لا لا ليس مجرد شعور، مؤكد هناك مفردات تملأ القواميس نجد فيها لفظ أقوى لغويا من مجرد 'يشعر' !! لكني أتسائل ما الحاجة ؟ فالكلام كثر أو قل، لن يغيروا حقيقة أن؛ القلب و العقل و الوجدان وجدوا فيه راحة و سلام .. و لتهنأي يا أجفان عيوني بليلة هانئة ..